الساعة ٢ صباحا
يجلس الفريق اول عبد الفتاح السيسي .. الحاكم بامر دماغه في مصر علي مكتبه الفخم داخل مقر قيادة القوات المسلحة .
الاضواء خافتة .
يتابع مجموعة من الاوراق امامه و يستمر في توقيعها دون حتي قرائتها ، و لا يعير اي انتباه للواء الجالس امامه منذ نصف ساعة .
يتناول السيسي رشفة من كأس الويسكي الشيفاز الذي نساه من كثرة انهماكه في توقيع الاوراق و التقارير التي لا يعرف ما فيها اصلا ، لكنه يوقع بقلم يحمل في حبره ثقة في معاونيه الذين لا بد و انهم قرأوا كل هذه الوراق قبل ان تصل اليه .
مستحيل ان يتجرأ احدهم و يظن نفسه ذكي و يجعلني اوقع علي ورقة تحمل في طياتها اي خطأ. ( هكذا قال لنفسه ) .
كان يثق في من حوله ثقة شديدة .. الجميع يحبونه .
انهي توقيع الاوراق ثم خلع نظارته و اخذ نفسا عميقا من سيجارته و اخرجه بعنف ثم نظر للجالس امامه منذ فترة
نسي كم مضي علي جلوسه هنا .
خير يا تهامي ، قالولي انك عاوز تقابلني ضروري جدا .
تنفس الرجل الصعداء بعد انتهت فترة انتظاره التي ظن ان لا نهاية لها و اجاب في نظرة تحمل في طياتها قدر كبير للاحترام لمعلمه و قائده .
فعلا يا فندم انا بقالي فترة متردد ابلغ حضرتك بس لقيت ان الامر لم يعد يحتمل الانتظار .
ارجع السيسي كرسيه الهزار الفاخر الي الوراء و اشار له بيده ليكمل ما كان يقوله .
يا افندم سيادتك هتتعدم قريب .
ايه ؟ .. انت اتجنتت يا تهامي ! انت شكلك نسيت نفسك .
انا اسف يا فندم بس ده اللي هيحصل .
انت بتقول الكلام ده ليه .. قلقتني .
عشان انا جاي هنا اخد روحك .
في هذه اللحظة وقف السيسي فجأة و اخرج مسدسه الذي كان لا يفارقه في الفترة الماضية ، و داس علي الزناد .
لكن زناد اللواء تهامي المصوب من تحت المكتب منذ ان جلس امامه بمجرد دخوله كان اسرع من زناد السيسي .
لقد اصابه في موضع رجولته .
دخل الحرس علي صوت الطلقات .. مات السيسي .. اللواء تهامي قتله .
هرج و مرج شديد و محاولات لشل حركة اللواء الذي وقف ثابتا واضعا سلاحه علي راسه و ينظر للحرس المصوبين سلاحهم ناحية راسه ايضا .
اموت بايديهم ولا اموت بنفسي .. اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمد رسول الله .
كان هذا اخر ما نطقه !